تقدير وقت الدراسة: 2 الدقائق

لا أحد سابقك ولا أنت بسابقٍ أحد، كلٌ يسير لقدره. دار نقاش بيني وبين شخص حول هذه فهو يقول ان هذه المقولة خاطئة وتفيد بأن لا نعمل ولا نجتهد وننتظر القدر ليتحقق فوضحت له بأن معناها ان لا نغار من شخص لأنه تحقق مبتغاه فربما انت يتحقق مبتغاك بعد مدة ايضا فلم يقتنع ايضا وقال اني اذا اخذت بهذه المقولة فيعني ان قدري محدد فلا يحتاج ان اعمل او اجتهد لأنه محدد فماذا اجيبه وهل هذه المقولة فيها خطأ ؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب مقولة مناقشك في محلها فهذه العبارة غير دقيقة وتوهم الجبر في حركة الانسان مع ان القران يعلمنا شيئا اخر غير هذه العبارة يقول عز وجل: ((إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)) (الانسان:3) فالله تعالى يهدينا الى طريق الخير والانسان اما ان يرى هذه النعمة ويسير في طريق الخير والهداية ويكون شاكرا لله تعالى عمليا واما ان يتمرد على طريق الخير والهداية ويكفر به وفي اية اخرى يقول الله تعالى في سورة الشمس: ((وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها (7) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (9) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (10)... )) فالله تعالى بين لنا طريق الحق وطريق الباطل وجعله شيئا فطريا في انفسنا فمن زكا نفسه فانه يفلح بلا ريب ومن يعمد الى تضييع راس ماله من الفطرة فانه بلا شك سيخيب وغير ذلك من الايات والروايات الكثيرة التي تبين ان الانسان له حصة كبيرة من الاختيار في حياته وهو من يحدد مصيره بل واكد القران الكريم على المسابقة في الخير : ((وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ..))(البقرة: 128) وفي اية اخرى يقول الله تعالى: ((وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)) (آل عمران:133) فالمسابقة والمسارعة في الخير هي من المبادئ المهمة في القران الكريم فكيف نقول للناس لا يسابق احد احدا فالكل يسير الى قدره وهذه المقولة تحبط كل الطموح لدى اي انسان وتجمد كل طاقاته بل وتجعله يسلم لكل لظلم يحيط به من الطواغيت وغيرهم بدعوى ان هذا قدر الله وليس لنا الا ان نخضع ونخنع للظالمين. بينما القران الكريم الروايات الشريفة يحثون ويؤكدون على على التغيير الى الافضل ومن هنا شرع الله تعالى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كي ينظم حياة الانسان بكل تفاصيله مع نفسه مع المجمتع فيكون هناك ترابط في التكامل والتغيير والسعي نحو الافضل والاحسن فهذه اسس دقيقة وعظيمة في رقي الانسان ولكن مع الاسف الكثير يشتبه عليه الامر او البعض لا يعي دقة التشريع الاسلامي الذي يضمن ارتقاء الانسان الى اعلى مراتب الكمال. وخلاصة الكلام ان هذه الكلمات فيها ما فيها والصحيح هو ان الله تعالى قد اجرى الامور في ضمن الاسباب والمسببات وانت بيدك ان تختار اسباب الهداية والرقي والكمال وبيدك ان تذهب الى اسباب الضلال والانحدار. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته .

المجیب

المرجعي:

أنشئت في سه روز پیش



0 دیدگاه
برای این پست دیدگاهی وجود ندارد

انشر تعليق



العنوان: معمل التنقيب عن البيانات ومعالجة الصور ، كلية هندسة الحاسوب ، الجامعة التكنولوجية شهرود

09111169156

info@parsaqa.com

أنصار

Image Image Image

زملائنا

Image Image