تقدير وقت الدراسة: 2 الدقائق

قرأت في كتاب (دفاع عن السُنّة) حديثاً مطوّلاً عن عمر بن الخطّاب في وصف علاقته بأبي بكر، لأبي موسى الأشعري والمغيرة بن شعبة، ونظراً لما يحمله هذا الخبر من الكلام الجديد على القارئ، والذي يفضي إلى نتائج خطيرة، والخبر جاء نقلاً عن (شرح نهج البلاغة) لابن أبي الحديد. فسؤالي، إذا سمحتم: هل المرجع المذكور معتمد لدى علماء أهل السُنّة؟


الأخ بدر الدين المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنّ السُنّة قد اتّبعوا منهجاً عامّاً في تعديل الرجال وتجريحهم, وكان أهمّ أساس اعتمدوه في التجريح والتعديل، هو: روايات الراوي فضائل عليّ(عليه السلام) ومناقبه, وجعلوا أساس ضعف الراوي وكذبه وتخليطه، هو رواياته فضائل عليّ(عليه السلام)! ولك أن تتابع مثلاً كتابي (الموضوعات) لابن الجوزي، و(اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة) للسيوطي, بل كتابي (تهذيب التهذيب) لابن حجر، وكتاب (ميزان الاعتدال) للذهبي, وأمثالها كثير, تجد أنّ عمدة تضعيف الراوي هو روايته لفضائل عليّ(عليه السلام)! ولعلّك إذا استقصيت كتب الجرح والتعديل، لأخذك العجب في بنائهم التوثيقي وفي تجريحهم للشخص! فمثلاً: أحمد بن الأزهر النيسابوري: بعد أن مدحه ابن حجر في (تهذيب التهذيب)، ونقل توثيق المحدّثين له، قال: ((وقال أحمد بن يحيى بن زهير التستري: لمّا حدّث أبو الأزهر بحديث عبد الرزّاق في الفضائل، يعني: عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عبّاس، قال: نظر النبيّ(صلّى الله عليه) إلى عليّ، فقال: (أنت سيّد في الدنيا، سيّد في الآخرة) الحديث، أُخبر بذلك يحيى بن معين، فبينا هو عنده في جماعة من أهل الحديث، إذ قال يحيى: من هذا الكذّاب النيسابوري الذي يحدّث عن عبد الرزّاق بهذا الحديث؟ فقام أبو الأزهر فقال: هو ذا أنا. فتبسّم يحيى، فقال: أما إنّك لست بكذّاب. وتعجّب من سلامته، وقال: الذنب لغيرك في هذا الحديث)) (1) ! على أنّ هذا الراوي من أهل السُنّة، فاتّهموه بالكذب لروايته الحديث!! ومثله: عبد الرزّاق بن همّام الحافظ الصنعاني، صاحب (المصنّف) المعروف، وهو من كبار أهل السُنّة, فإذا ذكروه قالوا: كان يتشيّع. وقال أبو داود: وكان عبد الرزّاق يعرّض بمعاوية، وقال العجلي: ثقة يتشيّع (2) . وهكذا هو ديدنهم في من يروي فضائل عليّ(عليه السلام)، ولعلّ اختلافهم في تشيّع الحاكم النيسابوري، وإصرار بعضهم على كونه شيعيّاً، ليس بشيء إلاّ لروايته فضائل عليّ(عليه السلام)!! وقد أغفلها الشيخان في صحيحيهما! فأين تجد في من يذكر فضائل عليّ(عليه السلام) ومناقبه ويطعن على مخالفيه بذكر معائبهم يوثّق ويأخذ بقوله؟! هذا هو حال ابن أبي الحديد المعتزلي فهم لا يعتبرونه لهذه العلّة التي عمّموها على كلّ من روى فضائل عليّ(عليه السلام), لذا قال الشعبي: ((ماذا لقينا من عليّ؟ إن أحببناه ذهبت دنيانا, وإن بغضناه ذهب ديننا)) (3) . فلا عليك بعد ذلك في اعتبار وعدم اعتبار الراوي أو الكتاب عند أهل السُنّة، بعد أن عرفت معيار جرحهم وتعديلهم. ودمتم في رعاية الله .

المجیب

المرجعي:

أنشئت في سه روز پیش



0 دیدگاه
برای این پست دیدگاهی وجود ندارد

انشر تعليق



العنوان: معمل التنقيب عن البيانات ومعالجة الصور ، كلية هندسة الحاسوب ، الجامعة التكنولوجية شهرود

09111169156

info@parsaqa.com

أنصار

Image Image Image

زملائنا

Image Image