النظریة / العملیة /

تقدير وقت الدراسة: 2 الدقائق

لو کانت المشاکل تعالَج بالدعاء فما هو دورنا فی الحیاة؟ أ لیس من الأفضل، أن یسعی الانسان و یثابر فی تنجیح ما یظنه صائباً، بدلاً من أن یعتمد الدعاء؟


إن الاسلام، دین التوفیق بین الظاهر و الباطن، و بین الأمور المادیة و المعنویة، ففی نفس الوقت الذی یعتبر اللهَ مرسل الریاح و السحاب، و أنه عز وجل موجد القوانین الطبیعیة لنزول المطر، و لکنه أیضاً یجعل إیمان الناس و تقواهم السبب فی نزول المطر [1].فدبّر الله تعالى شؤون هذا الکون على أساس نظام و حکمة خاصة، و جعل لکل ظاهرة و واقعة، علة و سبباً، بحیث لا یمکن الحصول على أی غایة إلا عن طریق عللها و أسبابها.فیجب بدایة على الإنسان أن ینطلق و یتحرّک و یسعى، ثم یطلب من الله أن یجعل حرکته و سعیه فی المسار الصحیح، حتى یصل إلى الحقیقة و المطلوب الواقعی. هذا هو معنى الطلب و الاستعانة بالله تعالى فی جمیع الأمور.فاستجابة الدعاء متوقفة على سعی الانسان فی توفیر الاسباب و علل الغایة التی یطلبها، و استمداده من الله تعالى لمزید من النصرة و العون حتى یثمر جهده و سعیه فی ما یطلبه. فالذی یدعو الله فی أمر معین، علیه أن یوظّف کل إرادته و جهده من أجل تحقق ذلک الأمر، و بما أن تحقّق الأمور لا یقتصر على إرادتنا و عزمنا، بل هو نتیجة لمقدمات کثیرة أخرى، فنسأل من الله أن یوفر لنا المقدمات التی هی خارجة عن متناول یدنا من أجل تحقیق غایتنا. و قد وفّقت الروایات خیر توفیق بین عمل الانسان و إرادته و دعائه، و دعتنا أن نسأل الله فی تحقیق مقاصدنا من جهة و نسعى فی توفیر المقدمات من جهة أخرى.یقول الإمام الصادق (ع): "أبى الله أن یجری الأشیاء إلا بأسباب"[2]، و یعرّف الإمام فی روایات أخرى من لا یستجاب دعاؤه، و من جملتهم، الذین لا یهتمّون بجهدهم و سعیهم، و یتواکلون على الله فی کل شیء، یأتی شخص إلى الإمام و یسأله (ع) عن رجل قال: لاقعدن فی بیتی و لأصلین و لأصومن و لاعبدن ربی فأما رزقی فسیأتینی، فقال أبوعبدالله (ع): "ذا أحد الثلاثة الذین لا یستجاب لهم"[3].إذن؛ للدعاء دور هام فی حل مشاکلنا إلا أن ذلک لا یعنی ترک السعی و نفی إرادة الانسان فی سبیل تحقق مطالبه.لمزید الاطلاع انظر الابحاث التالیة:1ـ سؤال 896 (الموقع: 982)، شروط استجابة الدعاء.2ـ سؤال 2145 (الموقع: 2269)، شروط و سُبُل استجابة الدعاء.3ـ سؤال 2594 (الموقع: 2873)، علاقة الدعاء و السعی فی الزواج. .

اسلام کوئست

المرجعي:

أنشئت في 1400/12/21



0 دیدگاه
برای این پست دیدگاهی وجود ندارد

انشر تعليق



العنوان: معمل التنقيب عن البيانات ومعالجة الصور ، كلية هندسة الحاسوب ، الجامعة التكنولوجية شهرود

09111169156

info@parsaqa.com

أنصار

Image Image Image

زملائنا

Image Image