تقدير وقت الدراسة: 3 الدقائق

ما الأسباب أو الذرائع التي استند عليها عمر بن الخطاب في تحريم زواج المتعة مع أن الرسول (ص) قد أحله في أحد أو بعض المواقف؟


الأخ فراس المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لم يكن عمر يدعي أن المتعة محرمة وانه نهى عنها لحرمتها, بل العكس من ذلك كان يصرّح بأنها كانت على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى عهد أبي بكر, وهناك من الأخبار ما تشير وتؤكد أن الذي حرّمها هو عمر فعن أبي نضرة قال: ( كنت عند جابر بن عبد الله فأتاه آت فقال: ابن عباس وابن الزبير اختلفا في المتعتين فقال جابر فعلناهما مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم نهانا عنهما عمر فلم نعدلهما) (صحيح مسلم / ج4 ص59 - سنن البيهقي/7 ص206). وقد روي هذا الحديث بصيغة أخرى: ( فعن أبي نضرة عن جابر (رضي الله عنه ) قال قلت: إن ابن الزبير ينهى عن المتعة وان ابن عباس يأمر به, قال: على يدي جرى الحديث تمتعنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ومع أبي بكر (رضي الله عنه ) فلما ولي عمر خطب الناس فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) هذا, وان القرآن هذا القرآن, وانهما كانتا متعتان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وانا أنهى عنهما واعاتب عليهما: أحدهما متعة النساء ولا أقدر على رجل تزوج امرأة إلى أجل الا غيبته بالحجارة والاخرى: متعة الحج. (سنن البيهقي/ 7 ص206). وروي أيضاً بصورة ثالثة: ( عن جابر بن عبد الله، قال: تمتعنا متعتين على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم): الحج والنساء, فنهانا عمر عنهما فانتهينا. (أخرجه أحمد في مسنده ج3/ص 356- 363) بطريقين احدهما طريق عاصم صحيح رجاله كلهم ثقات بالاتفاق. وعن عمر أنه قال في خطبته: متعتان كانتا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا أنهى عنهما واعاقب عليهما: متعة الحج ومتعة النساء. (أحكام القرآن للجصاص ج1/ 352 وج2 ص191, تفسير القرطبي 2 ص392). وقال الراغب في (المحاضرات 2 ص 94): قال يحيى بن أكثم لشيخ بالبصرة: بمن اقتديت في جواز المتعة ؟ قال بعمر بن الخطاب رضي الله عنه,قال كيف وعمر كان أشدّ الناس فيها؟! قال لان الخبر الصحيح أنه صعد المنبر فقال: أن الله ورسوله قد أحلا لكم متعتين واني محرمهما عليكم واعاقب عليهما فقبلنا شهادته ولم نقبل تحريمه. فهذه الأحاديث وغيرها تدل على مخالفة صريحة لعمر لحلية المتعة في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) وزمن أبي بكر!! واعتذر عنه البعض بأنه اجتهد في مسألة المتعة، لكنه اجتهاد في مقابل النص! وكان عمر يعد المتعة من السفاح! لذا قال في حديث له: (بينوا حتى يعرف النكاح من السفاح). ولم يكن عند ذلك وفي عهد الصحابة كلهم من حديث النسخ عين ولا أثر, وكان إذا شجر بينهم خلاف في ذلك استند المجوزون إلى الكتاب والسنة والمانعون إلى قول عمر ونهيه عنها كما ينفي النسخ بكل صراحة قول عمر انا انهى عنهما، وهو صريح قول أمير المؤمنين(ع) وعبد الله بن عباس من اسناد النهي إلى عمر فحسب، وقد جاء عن ابن عباس قوله: أن آية المتعة محكمة يعني لم تنسخ. (انظر الغدير, ج6 /ص 210 ). وهناك من الأخبار ما تشير إلى أن السبب الذي دفع عمر إلى تحريم المتعة هو أنه دخل يوماً على أخته عفراء فوجد في حجرها طفلا يرضع كانت قد جاءت به من المتعة، فغضب عمر لذلك وخرج إلى المسجد وصعد المنبر وحرّم المتعة وتوعّد من يخالف بالعقاب. والسبب لا يخرج عن أن يكون أنه نهى عنهما لعصبية أو لاعتداد بالنفس يحسب به لنفسه حق التشريع مثل رسول (ص) - أعوذ بالله -! ودمتم في رعاية الله .

المجیب

المرجعي:

أنشئت في سه روز پیش



0 دیدگاه
برای این پست دیدگاهی وجود ندارد

انشر تعليق



العنوان: معمل التنقيب عن البيانات ومعالجة الصور ، كلية هندسة الحاسوب ، الجامعة التكنولوجية شهرود

09111169156

info@parsaqa.com

أنصار

Image Image Image

زملائنا

Image Image