تقدير وقت الدراسة: 7 الدقائق

السلام عليكم س/ لدي حاله جنسيه قويه جدا لابعد الحدود كيف اتمكن من تخلص منها ادامكم الله


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أعانكم الله تعالى على هذا البلاء الذي لا يسلم منه إلا القليل.. هناك مجموعة من الأمور إذا التزمتم بها فإن شاء الله تعالى تتخلصون من هذا البلاء وتبعاته، وسيكون الكلام فيها طويلا لكن المسألة تستحق جدا؛ خصوصا أن راحتكم النفسية والأخروية فيها: 1- أول تلك الأمور هو التوكل على الله تعالى والالتجاء إليه ودعائه والتضرع له في أن ينجيكم مما أنتم فيه؛ فقد قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}، و{فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}، و{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}. فعليكم بتقوية ارتباطكم القلبي بالله تعالى والثقة التامة به في أن يعينكم على هذه المصيبة. 2- اجعلوا لنفسكم بدائلَ تفعلونها أثناء حصول الإثارة عندكم أو التفكير في ارتكاب الحرام. مثلا: اكتبوا قائمة واجعلوها قريبة منكم دائما، اكتب فيها ماذا تفعل لو جاءتني الشهوة؟ فاكتبوا مثلا: لو فكرت فيها أقوم مباشرة وأسجد لله تعالى، أو أخرج من المنزل للمشي والتنزه، أو أذهب مباشرة إلى والدتي وأتكلم معها في أمور عامة.. وما إلى ذلك من هذه الأمور التي تشغلكم عن فعل القبيح. 3- أكثِروا من الحضور في الأماكن الدينية، وأن تكون بين المؤمنين؛ فإن ذلك له أثر كبير على استقامة الإنسان. فالتزموا بحضور المجالس الحسينية، وصلاة الجماعة، ومصادقة الأشخاص المتدينين، وزيارة الأئمة (عليهم السلام) كل أسبوع مثلا، والاشتراك ببعض المسابقات الدينية وما إلى ذلك. وبالمقابل ابتعدوا تماما عن أصدقاء السوء ومجالس أهل الدنيا. 4- مهما أمكن حاولوا الترويح عن نفسكم بمختلف الأمور؛ فإن أمكن السفر فسافروا، وإن أمكن الذهاب عند الأقارب فاقضوا وقتا عندهم (إذا لم يكن عندهم ما يؤدي إلى الشهوة)، وما إلى ذلك من هذه الأمور التي توجب الراحة للنفس و(كسر الروتين) كما يعبرون، كالتنزه وملاعبة الأطفال. 5- التزموا بممارسة الرياضة (ساعة في اليوم) بشكل منتظم؛ فإن الرياضة لها أثر كبير على الراحة النفسية لا يشعر بها إلا من استمر عليها؛ فلا تهملوها. 6- عالجوا المشاكل الصحية التي تسبب الكآبة، كنقص فيتامين (د) الذي صار شائعا جدا في السنين الأخيرة، وله آثار سلبية جدا على مسألة الكآبة. وإن لزم الأمر أن تراجعوا الطبيب فذلك ضروري. فإن الكآبة قد تؤدي بكم إلى التفكير في الأمور المحرمة ونحوها. 7- اهتموا كثيرا بالبكاء مع الله تعالى عند الاعتراف بالذنوب والتقصير (خصوصاً في جوف الليل)، وكذلك البكاء على مصائب أهل البيت (عليهم السلام)، وإن أمكن إقامة المجلس عليهم فذلك أفضل ولو بمقدار أن تشغلوا محاضرة فيها نعي وتستمعوا إليها مع الآخرين بل وحدكم إن لم يمكن إلا ذلك. وقضية البكاء لها آثار إيجابية كبيرة على الإنسان. 8- اجعلوا لحياتك هدفا تسعون إلى تحقيقه بجد واجتهاد، بحيث يأخذ مجالا واسعا من فكركم، ويشغلكم عما سواه. والمجالات والأهداف كثيرة يمكنكم البحث فيها عما يناسبكم، كأن يكون هدفكم إكمال الدراسة إذا لم تكونوا أكملتموها، أو العمل في بعض المجالات التي فيها فائدة لكم أو خدمة للآخرين، أو تعلم علوم أهل البيت عليهم السلام وتقوية الثقافة الدينية، وما إلى ذلك. المهم أن يكون لكم هدف نافع تسعون إلى تحقيقه. 9- لا تبقوا في يومكم فراغا أبدا، بل اشغلوا كل وقت لكم بالعمل والنشاط، بحيث إذا أردت النوم تنامون بسرعة من التعب والنشاط الذي بذلته فلا تجدون وقتا للتفكير بالمعصية. 10- الصدقة وفعل الخيرات وإدخال السرور على الناس -كإخوانكم الصغار أو والديكم أو أقاربكم- فإن ذلك له دخالة في تقويم الإنسان؛ فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة: - «سُوسُوا إِيمَانَكُمْ بِالصَّدَقَةِ»؛ أي: احفظوا إيمانكم بها. - «وَالَّذِي وسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ مَا مِنْ أَحَدٍ أَوْدَعَ قَلْباً سُرُوراً إِلَّا وخَلَقَ اللَّهُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ السُّرُورِ لُطْفاً فَإِذَا نَزَلَتْ بِهِ نَائِبَةٌ جَرَى إِلَيْهَا كَالْمَاءِ فِي انْحِدَارِهِ حَتَّى يَطْرُدَهَا عَنْهُ كَمَا تُطْرَدُ غَرِيبَةُ الْإِبِلِ‏». 11- ابتعدوا عن كل ما يمكن أن يثير الشهوة، خصوصا الأفلام والمسلسلات والبرامج التي تظهر فيها النساء، وكذلك تجنب الذهاب للأماكن المختلطة. لا أقول لكم: لا تنظروا بشهوة، فهذا لا شك فيه، بل أقول: ابتعدوا عن كل ما يمكن أن يثير الشهوة، وإن كان نظرة محللة. قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}. وعن النبي (صلى الله عليه وآله): «غضوا أبصاركم ترون العجائب». وعن الصادق (عليه السلام): «ما اعتصم أحد بمثل ما اعتصم بغض البصر فان البصر لا يغض عن محارم الله إلا وقد سبق إلى قلبه مشاهدة العظمة والجلال». وعن النبي عيسى (عليه السلام): «إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة»، و«إياكم والنظر إلى المحذورات، فإنها بذر الشهوات ونبات الفسق». وإذا كنتم لا تأمنون على نفسكم من الانجرار إلى استعمال الهاتف ونحوه في الحرام، فلا يجوز لكم شرعا اقتناؤه أصلا، وعليكم التخلص منه فورا. 12- قووا عقائدكم الدينية خصوصا ما يتعلق بقرب الله تعالى منكم، والحساب في الآخرة؛ فإن قوة العقيدة لها آثار عظيمة على سلوك الإنسان. 13- عليكم بالالتزام بالواجبات وترك المعاصي جميعا خصوصا ما له علاقة بحقوق الناس كقطيعة الرحم وعقوق الوالدين؛ فقد قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) ويَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ومَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}، و{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}. كما عليكم بالصلاة في أول الوقت بكامل شروطها؛ فإن {الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}. 14- أكثروا من الاستغفار؛ فقد قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً (11) ويُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وبَنِينَ ويَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ ويَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً}. وكذلك الصلاة على النبي وآله (صلى الله عليه وآله)؛ فعن الإمام الرضا (عليه السلام): «من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمد وآله، فإنها تهدم الذنوب هدما». 15- دائما تذكروا الموت ولا يغب عن ذهنكم يوما واحدا؛ فإذا تذكرتموه انهدمت شهوتكم ولذتكم، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): «ذكر الموت يميت الشهوات في النفس». فعليكم بقراءة -أو استماع- الآيات والروايات التي تذكر بالموت والعذاب الأخروي، كما عليكم بزيارة القبور بين فترة وأخرى ولا تتركوا ذلك أبدا؛ خصوصا زيارة القبور الخربة المهدمة؛ فإن تأثيرها في النفس كبير. وكذلك عليكم بتشييع الجنائز وحضور دفن الأموات وتغسيلهم، ولا تهملوا ذلك أبدا؛ فلن تدركوا أهميته إلا بفعله. 16- اجعلوا قانونا تطبقونه بما يتعلق بالنوم: 1. لا تذهبوا إلى النوم إلا بعد النعاس الشديد جدا؛ فإذا لم تنعسوا فاخرجوا للمشي مثلاً إلى أن تتعبوا وتنعسوا. 2. لا تصطحبوا معكم الهاتف؛ كي لا تستعملونه قبل النوم ويؤخر نومك فيوسوس لك الشيطان أن تفعلوا المعصية. 3. لا تنموا لوحدكم في غرفة خاصة. 4. توضؤوا قبل النوم واقرؤوا أذكار النوم، من الآيات والأدعية. 5. لا تنموا من دون ملابس أو بملابس خفيفة، ولا تلبسوا اللباس الضيق أو الناعم. 6. لا تجعلوا يدكم قريبة من الأماكن المثيرة في الجسد. 7. إذا جاءتك الشهوة وأنتم على الفراش فلا تبقوا فيه، بل انهضوا مباشرة واشتغلوا بعمل ما، كالصلاة أو الوضوء أو قراءة القرآن، أو المشي. 8. ادعوا الله تعالى قبل الذهاب إلى النوم أن يعينكم على نفسكم والتغلب على شهوتكم. 17- كذلك اجعلوا قانونا للحمام: 1. لا تتأخروا في الحمام، وحددوا فترة قصيرة تغتسلون فيها وتخرجون مباشرة. 2. اقرؤوا آية الكرسي أثناء الغسل، واشتغلوا بالذكر من بداية دخول الحمام إلى الخروج منه. 3. الأماكن المثيرة في الجسم اغسلوها بسرعة جدا ولا تتأخروا فيها. 4. لا تنزعوا ملابسكم بالكامل في الحمام، ولا تنظروا إلى جسدكم خصوصا في المرآة، وبالأخص الأماكن المثيرة. 5. لا تبقوا في الحمام بعد الانتهاء من الغسل، بل اخرجوا مباشرة. لقد أطلنا عليكم الجواب، لكن نعلم ما تعانونه ويعانيه كثير من الشباب، وإن شاء الله تعالى يفرج عنك بالالتزام بما ذكرناه. وعندنا ثقة بكم أن لا تضيعوا ما بذلناه في الجواب من تعب، بل تلتزموا به لأن فيه خلاصكم من العذاب النفسي والأخروي. وأخيرا: من الضروري جدا أن تسعوا سعيا حثيثا للزواج، ولا تقولوا ما يقوله كثير من الشباب (لا نستطيع الزواج لأن الظروف لا تسمح)! فإننا رأينا عدة من الشباب تزوجوا مع ظروفهم القاسية، وفي المقابل بقي غيرهم يندب حظه مع أنه أفضل منهم حالا! كيف وقد قال الله تعالى: {وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}. فالواقع أن كثيرا من الشباب لا يسعون سعيا جادا للزواج ويضيعون الفرص عليهم ولا يقتصدون ليُكَوّنوا نفسهم! وإذا توقف التخلص من الحرام على الزواج كان واجبا عليكم شرعا، وإذا انحصر الأمر في الزواج المؤقت كان واجبا كذلك (والزواج المؤقت وإن كانت فيه مشاكل ولا يحسن الدخول فيه، إلا أن التخلص من الحرام يرجحه بل يوجبه كما ذكرنا). وفقكم الله تعالى لمراضيه وجنبكم معاصيه، وأخذ بأيديكم لما فيه صلاحكم.. .

المجیب

المرجعي:

أنشئت في سه روز پیش



0 دیدگاه
برای این پست دیدگاهی وجود ندارد

انشر تعليق



العنوان: معمل التنقيب عن البيانات ومعالجة الصور ، كلية هندسة الحاسوب ، الجامعة التكنولوجية شهرود

09111169156

info@parsaqa.com

أنصار

Image Image Image

زملائنا

Image Image